رميته
المساهمات : 126 تاريخ التسجيل : 03/11/2008 العمر : 68
| موضوع: الوقت هو الحياة : الإثنين نوفمبر 24, 2008 5:26 am | |
| بسم الله عبد الحميد رميته , الجزائر الوقت هو الحياة فهرس : 1 - هاو مهبول ... هاو مجنون .. : 2 – شتان بين وقت ووقت أو بين سرقة وسرقة : 3- " أيام هي من أحسن الأيام في حياتي " : 4- فرحتُ به فرحا شديدا : 5- يقضي أكثر من ساعة ونصف يوميا مع إفساد شعره !!! : 6- الوقت هو الحياة : 7- ما أعظم أن يُـستغل وقتُ الفراغ عندنا في الخير :
ثم بسم الله مرة ثانية : 1 - هاو مهبول ... هاو مجنون .. : منذ حوالي 20 سنة , وبعد أن حفظت القرآن في السجن .كنتُ أراجع القرآن غالبا في بيتي أو في المسجد . ولكنني كنت أراجع القرآن أحيانا في الطريق عندما أكون بعيدا عن الناس ووحدي . أنا في الغالب لا أريد أن أُضيع وقتي , لذا فإنني أستغله وأنا أمشي وحدي في الطريق , مع الذكر أو الدعاء أو مراجعة القرآن أو ... ( بحيث لا أشوش على أحد ) . ولما كنتُ وحدي في الطريق في يوم من الأيام , وفي مكان مهجور إلى حد ما , بدأتُ أراجع القرآن وبصوت شبه مرتفع , فظهر لي بعضُ الأولاد من بعيد ( سن الواحد منهم في حدود ال 6 - 8 سنوات ) فلم أهتم بهم كثيرا وبقيتُ على قراءتي للقرآن ( مما أحفظ , أي بدون مصحف في يدي ) مع بعض الإرتفاع في الصوت. فجأة سمعتُ الأولاد من بعيد يصفقون ويقولون - وهم يشيرون إلي - وكأنهم يُـغـنون :" هاو مهبول ..هاو مجنون...هاو مهبول..هاو مجنون " , أي : إنه مجنون إنه مجنون , وذلك بسبب أنهم رأوني أتكلم وحدي ! . ناديتُـهم من بعيد ليتوقفوا في مكانهم لأتحدث إليهم فخافوا مني فطمأنتهم بالإشارة " أن لا تخافوا فلن أضربكم". توقفوا وعندما وصلتُ إليهم قلتُ لهم " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " , فنظروا إلى بعضهم البعض متعجبين ولسانُ حالهم يقولُ" هو يُسَلِّم علينا هو يقول : السلام عليكم , إذن هو ليس مجنونا !". أفهمتُـهم بأنني أراجعُ القرآن فقط ولست مجنونا , وقلتُ لهم " حتى لو وجدتم مجنونا بالفعل , فالواجبُ عليكم أن تخففوا عـنـه أو تدعوه وشأنه , ولا يجوزُ لكم أبدا أن تضحكوا عليه وتزيدوا من محنته ". نظروا إلى بعضهم البعض وكأنهم يتلاومون على سوءِ ما فعلوا , وقالوا لي مجتمعين " يا عمي إسمحْ لنا , ونحن نعدُك أننا لن نعيدَها مع أحد أبدا ". شكرتهم وانصرفت عنهم . 2 – شتان بين وقت ووقت أو بين سرقة وسرقة : في يوم من الأيام كنتُ أحرسُ التلاميذَ في امتحان البكالوريا . ولأنني كنتُ كعادتي متشددا في الحراسة فإنني أحاولُ ما استطعتُ أن لا أخرجَ من القاعة . وفي اليوم الثاني من الامتحان وفي المساء تأخرَ التلاميذُ مع الامتحانِ وخفتُ أن يفوتني الوقتُ الاختياري للعصر , فاستأذنتُ من الحارستين اللتين كانتا معي في القاعة وذهبتُ إلى الرواق المجاور للقاعة – بعيدا عن التلاميذ - وصليتُ العصرَ فوق أوراق أوساخ وبالحذاء , حيث كنتُ متوضئا بوضوء الظهر . والذي لفتَ انتباهي هناك أنني وجدتُ في الرواق أستاذا خرجَ مثلي , ومن القاعة المجاورة , وترك الحارسين المتبقيين في القاعة . جاء الأستاذ إلى الرواق بعيدا عن التلاميذ من أجل تناول سيجارة (!). قلت في نفسي "ما أبعد الفرق بين وقت يقضيه المؤمنُ مع الدخانِ ووقت يقضيه مع الصلاةِ " . وحتى إن فرضنا بأن ال 5 أو ال 10 دقائق المخصصة للصلاة أو للدخان هي سرقة للوقت المخصص للتلاميذ ( قلتُ : إن فرضنا ) , فما أبعد الفرق بين سرقة من أجل الصلاة وسرقة من أجل شرب الدخان . شتان شتان بين هذه وتلك يتبع : ...
| |
|
رميته
المساهمات : 126 تاريخ التسجيل : 03/11/2008 العمر : 68
| موضوع: رد: الوقت هو الحياة : الأربعاء نوفمبر 26, 2008 3:14 pm | |
| .
3- " أيام هي من أحسن الأيام في حياتي " : قلتُ في يوم من الأيام لزوجتي وأولادي , ونحن جالسون في البيت مع سهرة من السهرات العائلية " لا أحد يتمنى أن يمرض , ولا أحد يتمنى أن يُؤخذَ إلى المستشفى " , قالوا " هذا أمر بديهي " , قلتُ " ولكن مع ذلك أنا أؤكد لكم على أن الأيام التي قضيتُـها في المستشفى ( حوالي أسبوعين ) في فيفري من العام 2006 م بسبب مرض بسيط أصاب إحدى رجلي , إن تلك الأيام كانت من أفضل وأحسن الأيام في حياتي كلها ". قالوا " وكيف ذلك ؟! " , قلتُ :
" المستشفى يذكرنا بالله تعالى , وبأهمية نعمة الصحة , وبأن نعم الله لا تعد ولا تحصى بالفعل , وبإخواننا الآخرين المصابين أكثر منا نحن , وبأهمية التكافل بين المؤمنين والمسلمين , وبأن الإنسان ضعيفٌ جدا إلا أن يقويَـه الله , و... وكذا فإن المستشفى يُـذكرنا بأن من أحبَّ الناسَ أحبُّـوه " , " وكذلك فإن استغلالي للوقت الذي قضيتُه في المستشفى جعل تلك الأيام التي بقيـتُـها هناك عزيزة جدا علي" .قالوا " وضِّـح أكثر " فـقـلـتُ :
" عندما كنتُ في المستشفى طيلة أسبوعين كان إقبال الناس على زيارتي والسؤال عني وتفقد أحوالي و ...كان كبيرا للغاية والحمد لله أولا وأخيرا , ومنه :
1- فإن بعض الممرضين والمـمـرضات والأطباء والطبيبات , كانوا يسألون عني وعن أحوالي , فجزاهم الله كل خير .
2- كما كان المرضى في الجناح الذي كنتُ مستقرا فيه وكذا بعضهم في أجنحة أخرى من المستشفى , كانوا يزورونني باستمرار ويسألون عن أحوالي , فوفقني الله وإياهم لكل خير .
3- كما كان بعض زوار المرضى في كل يوم يزورون مرضاهم , كما يزورونني أنا كذلك ويتفقدون أحوالي ويوصون مريضهم بي ويوصونني بمريضهم , فبارك الله فيهم جميعا .
4- كما كانت بعض المريضات في المستشفى تطلبنني ( بعد إذن أهاليهن وإذن إدارة المستشفى بطبيعة الحال ) إما من أجل رقية أو من أجل تقديم النصائح والتوجيهات المناسبة لهن , فوفقني الله وإياهن لكل خير .
وحدث خلال تلك الأيام أن جيء بمريض بالسكر من السجن إلى المستشفى , بسبب أن حالته الصحية ساءت . وبقي المريض معنا حوالي 5 أيام . وُضع هذا المريض في نفس القاعة التي كنتُ أنا مستقرا فيها , وكان المـكـلف بحراسته 3 من الشرطة يتناوبون على حراسته بالليل والنهار , وفي كل 24 ساعة يغادرنا أحد الشرطة الثلاثة ويخلفه شرطي آخر . وتعودتُ طيلة ال 15 يوما ( تقريبا ) التي قضيتها في المستشفى , على تقديم دروس دينية ( عفوية وارتجالية بدون تكليف من أحد , وإنما كانت هذه فقط مبادرة مني ليس إلا وبطلب من بعض أهل المستشفى جزاهم الله خيرا ) يومية , وكان الدرس الواحد يأخذ مني حوالي ساعة أو أقل أو أكثر ويكون الدرس متبوعا ببعض الأسئلة تُـطرح علي فأجيبُ عنها . وكانت الدروس متنوعة وتتعلق بالعقيدة أو بالآداب أو بالأخلاق أو بالسيرة أو بالتفسير أو ... ويحضرُها بعض المرضى من جناحي الخاص وكذا من بعض الأجنحة المجاورة الأخرى , كما يحضرها رجال الأمن الثلاثة وبعض الممرضين وكذا بعض الإداريين . وكان جو تلك الدروس جوا أخويا رائعا وطيبا ومباركا نلتقي فيه لحوالي ساعة من كل يوم وكأننا أفراد أسرة واحدة لا فرق بين مريض وطبيب وممرض وعامل بالإدارة ( في المستشفى ) ورجل أمن و ... وكانت تلك الجلسة الإيمانية تتكرر في كل يوم , وكان من يحضرها لا يريد أن ينظر إلى الساعة أثناءها لأنه لا يريد لها أن تنتهي , وكان من يحضرها ينتظر موعدها في كل يوم وبفارغ الصبر " .
" وعندما تحسنت حالتي الصحية ورأى أطبائي أنه آن الأوان لخروجي من المستشفى , أعطوني إذنا بالخروج في يوم أربعاء . أعطوني الإذن بالخروج على الساعة ال 11 صباحا , وذلك من أجل أن أخرج من المستشفى بعد الظهر مباشرة . وأنا أذكر اليوم وباعتزاز أن الكثير من المرضى والممرضين وكذا رجال الشرطة اتصلوا في ذلك اليوم - عندما سمعوا بخبر قرب خروجي من المستشفى - اتصلوا بالطبيبة التي كانت مكلفة بمتابعة مرضي , اتصلوا بها وقالوا لها مازحين وجادين في نفس الوقت " يا حكيمة ! . نحن نتمنى منكِ لو أنكِ تبقين على الأستاذ رميته في المستشفى لأيام أخرى حتى نستفيد أكثر من بقائه معنا هنا في المستشفى !!!".
ثم قلتُ في النهاية لزوجتي وأولادي " أعرفتم الآن لماذا قلتُ لكم بأن تلك الأيام كانت عندي من أفضل الأيام في حياتي !!!" .
والحمد لله أولا وأخيرا , والفضل لله أولا وأخيرا , والشفاء بيد الله أولا وأخيرا , والتوفيق بيد الله أولا وأخيرا .
4- فرحتُ به فرحا شديدا : لكل واحد منا لحظات وأوقات جميلة جدا عاشها في حياته . ومن أحسن اللحظات التي عشـتُـها في حياتي والتي فرحتُ بها كثيرا , اليوم الذي اشتريتُ فيه هاتفا نقالا ( يحتوي على ذاكرة سعتها 1 جيغا ) يسمحُ بتحميل القرآن الكريم كله مسموعا , وكذا بتحميل المصحف أو القرآن الكريم مقروء . اشتريتُ هذا الهاتف ( في الأسبوع الأول من شهر فيفري 2008 م ) وحملتُ فيه المصحف المرتل والمقروء وبدأتُ استعماله من أجل مساعدتي على مراجعة القرآن الكريم الذي أحفظه منذ عام 1983 م . فرحتُ به فرحا كبيرا جدا لسبب واحد وأساسي هو أنه يساعدني على مراجعة القرآن الكريم أينما كنتُ , ويساعدني على استغلال كل أو جل أوقات الفراغ عندي , خاصة منها أوقات الفراغ المفروضة علي فرضا أو الإجبارية :
* مثل وقت الذهاب إلى المسجد أو الرجوع منه .
* أو وقت الذهاب إلى أماكن معينة لقضاء حاجات معينة .
* أو وقت الانتظار في إدارة من الإدارات أو شركة من الشركات أو مصنع من المصانع .
* أو وقت الفراغ عندي في الثانوية التي أعمل بها .
* أو وقت السفر القصير أو الطويل .
أو …الخ …
وبسبب ظروفي المادية الصعبة كأي أستاذ في الجزائر , فإن سعر الهاتف كان غاليا بالنسبة إلي . ومع ذلك فإن سبب شرائي له ( من أجل القرآن ) جعل زوجتي وأولادي يفرحون معي بهذا الهاتف ويهنئونني عليه , وهذا مما زاد من فرحتي أو مما خفف علي من وطأة سعره المرتفع .
لقد فرحتُ بهذا الهاتف النقال فرحا شديدا , وأنا أسأل الله أن يحقق لي به المقصودَ وأن يجعلنا جميعا من أهل القرآن , كما أسأله تعالى أن يجعله زيادة لي في كل خير ونقصانا لي من كل شر , آمين .
وقبل أن أختمَ , أنبه إلى بعض الملاحظات المتعلقة بهذه الوقفة من ذكرياتي الخاصة :
1- التعلق بالدنيا ( المتوسط لا المبالغ فيه ) أمرٌ لا بد منه لنا , من أجل أن نسعد ونرتاح في حياتنا الدنيا ومن أجل أن نعبد الله في جو طيب ومبارك . ولا يحس بهذا النعمة مثل الذي فقدها .
2- ليس الصغار فقط ولا الكفار فقط هم الذين يفرحون بالدنيا , بل كل إنسان خلقه الله مفطورا على حب الدنيا .
3- الفرق بين حب المؤمن للدنيا وحب الكافر لها , هو أن الكفار " يتمعون وياكلون كما تاكل الانعام , والنار مثوى لهم " , وأما المؤمن فشعاره " ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة , ولا تنس نصيبك من الدنيا , وأحسن كما أحسن الله إليك , ولا تبغ الفساد في الأرض " .
4- ما يُـفرحني أنا – من متاع الدنيا - قد يكون بالنسبة إليك أمرا عاديا , وما يفرحك أنتَ – من متاع الدنيا - قد يكون أمرا عاديا بالنسبة إلي , أي أن الذي يُـفرح من الدنيا أمرٌ نسبي . وأما ما تعلق بالآخرة فيجب أن نفرح به جميعا حتى وإن تفاوتت درجة الفرحة من شخص لآخر .
5- ما أبعد الفرق بين أن نفرح لنيل دنيا (حتى وإن كانت الدنيا حلالا , وحتى وإن كانت الفرحةُ حلالا ) , وأن نفرح لنيل آخرة . إن الفرحة الثانية أعظم وأكبر بكثير من الأولى . إن الأولى تنتهي ثمرتها في الحين , وأما الثانية فإن ثمرتها الطيبة تبقى بإذن الله إلى الأبد .
ومنه ما أبعد الفرق بين أن تفرح لحصولك على هاتف جوال من أجل الترفيه ليس إلا حتى وإن كان الترفيه حلالا , وبين أن تفرح به لأنه سيقربك بإذن الله من الله تعالى . وأما فرحتك بالجوال لأنه يساعدك على المعصية بالتفرج على صور عورات نساء أو سماع أغاني خليعة أو … فتلك مصيبة المصائب والعياذ بالله تعالى .
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين .
يتبع : ...
| |
|